تريدين ان تعرفي كم اشتقت إليك؟ تريدين ان تعرفي من
انت؟ تريدين ان تعرفي كيف اتيتي؟
سأحاول ان أصف يومي بدونك...
اصحو وافتح الستائر فتبدو الأشجار في حديقتي متعبة وشاحبة وتسالني
اين هي؟
أقف أمام مرآتي وتتزايد شعراتي الرمادية فجأة وتضحك مرآتي بخبث وهي
تسألني من هي؟ من اين أتت؟ اين هي؟
وأراجع كلماتي وذكرياتي وسنواتي وايامي وساعاتي وتختصر كلها في
سويعات شممت فيها عطرك ..... سويعات سمعت فيها صوتك وأبحرت في محيطات عيناك ودقائق
تذوقت طعم شفتيك ولامست فيها حواسي وعرفت فيها الصديقة والمعشوقة والضعيفة والقوية
والمتحدثة والصامتة والقاسية والحنونة والشهوانية والخجولة والعاهرة والراقصة والقديسة
والخادمة والسيدة والملكة والمملوكة وكل خيال انثى في حياتي ترائي لي في ثوان
ووضعت كل هذه الاطياف تحت قدميك وتسلقت فوقهم لتقولي "انا الكل وانا غير وأنا
كل أنثى ولست بأي أنثى"
لم أكن أنا ولم تكوني أنت ........
وعدت الى كهفي سارحا شاردا ضائعا في عوالم كيف وربما وفي لحظات
ظننت ان ماردي الشيطاني العجوز القوي واقنعته ودروعه مجتمعة اصبح في لحظات شابا
يانعا مفتولا مبتسما وضاحكا ومجنونا عاريا حنونا يستهزأ بكهف اوصدت مداخله واحرق
ما بداخله وتداعى على من به.
عدت الى كهفي بعد لقائك بابتسامة غبية مذهول ضائع في أزمان مرت
بطيئة كسفن تحمل حديدا وتسألني كل ثانية ... من هي؟ أين هي؟
عدت وكل عين رأيتها في طريقي تسألني بكل وقاحة ... من هي؟ أين هي؟
ويضمني كهفي الخالي وافتح اوراقي لتتقافز احرفها حولي وتسألني....
من هي؟ أين هي؟
وأهرب من طيفك إلى بقايا رائحة جسدك على جسدي وتتسارع أنفاسي
لأحتفظ بكل ذرة من عطرك لتسألني ... من هي؟ أين هي؟
وأغرق نفسي في موسيقى طبل غجري مجنون يصيح في أذني .... من هي؟ أين
هي؟
وأقرر نوما بعيدا عن كل منال لأريح جسدا متعبا وقلبا كسيرا ونفسا
منهكة ليتباعد حلمي وتقسو وسادتي باكية سائلة ... من هي؟ أين هي؟
وأعجز ويغلبني خوف لم يكن يوما في قوانيني ويرتعش قلبي الذي دفن في
قاع كهفي مرة أخرى بعد عصور من قسوة وظلام ونسيان وتجاهل ويقول "أسكتي من لا
يسكت وأعجزتي من لايعجز" فمن انت ومن أين أتيت؟.
اختفت كلمات قاموسي وتساقطت أحرفي حرفا بعد حرف في ذكرى قبلات وداع
جمعت بين معاناة سنوات طويلة وشوق لا يعرف حدودا وأسقطت أقنعة حديدية وخفقت قلبا
ميتا وأيقظت مارد من نار تحت رماد رمادي كنت قد دفنته منذ عصور. مجرمة أنت بكل المقاييس، قاضية بكل عدل وجلادة لا تعرف الرحمة.
ارتكبت أعظم جرم عرفته سنواتي الطويلة وأيقظت وأحييت وأسعدت وأعطيت وأخذتي وستعذبي
وستقتلي وتدفني وتمضي بابتسامة نصر عريضة. هنيئا لك.
ويبقى خوفي منك وعليك يصيح بمزمار يصم آذاني من أنت ومن أين أتيت؟
No comments:
Post a Comment