الا تخافي الله؟
ألا تخافي الله يانمرودة عصرك وزمانك ومكانك؟ ألا تخافي الله ايتها الجبارة المستبدة؟
غررتِ بقلبي الميت منذ زمن وأعدتِ له حياة لم يكن يبحث عنها. نصبت له شباكك كأرملة العنكبوت السوداء ووضعت طعم له من كل الذي حلم به منذ عصور ودهور.
أغويتِ المارد الجبار بدروعه واقنعته وأسلحته ليركع عند قدميكِ. المارد الذي اقسم يوما ان لايخضع. المارد الذي اقسم ان درعا واحداً لن يخلع!!
أوقفته في حضرتك عاريا مجردا مرتعشاً كطفل يرى معجزات الدهر في عينيك..
وانخته واركعته وذللته وكسرتِ شوكته وقلتِ له "لاتخف فقد بدأ حبك"...
وفي لحظة التفت فيها لتطعني قلبه بخنجرك المسموم..
ألا تخافي الله؟ ألا تخافي انتقام الجبار المتكبر ان يدافع عن ضعف قلبي؟
ولم تكتفي ولم تشفي غرورك ولم تتراجع يداك الملطختان بالدماء... راكع على قدمي انزف كل حلم وكل تنهيدة وكل لحظة شوق وكل ثانية عطاء صادق.. وتعودي لتكيلي طعنات وطعنات وكل منها في جانب...
فلا انتِ قتلتني وأرحتني ولا انت تركتني لأكون.
يالجبروتك المجنون. يالقسوة قلبك الذي يدعي الحنان والرأفة. يالؤمك الأسود الذي كان مقنعاً في بياض حنانك.
ألا تخافي الله؟
وعدتِ فطعنتني بعد الطعنة طعنات وأخرجتِ قلبا نازفا من أحشائي ينبض بأحرف اسمك ودستيه بقدميك العاريتين. وكل كلمة تقوليها لاتلقي لها بالا ولا تحسبي لها حسابا تخرج كسهم من نار يزيد في نزف جوارحي. وكل هجر فوق هجران يزيد في جروح قلبي ودمار روحي.
ألا تخافي الله؟
ألا يشفع لي يوما حب صادق؟ ألا يشفع لي شوق حقيقي؟ ألا يشفع لي يوما قلق من القلب؟ أم ان كل هذا اكسسوار في لوحاتك ولايرقى يوما ان يكون جوهرة تافهة في مجموعتك الثمينة؟
ألا تخافي الله؟
انتقمتِ وانتصرتِ واركعتِ وكسرتِ ولم تجبري وأحرقت قلباً بسعير نارك واضعفتِ قوياً.
وعدتِ ولم يكفيكِ لتطعني مرة بعد مرة ودماء نزفي تسيل على كفيكِ وعينيك تلمع بنشوة نصر وشماتة وغرور وقسوة احجار الصوان الأسود.
ألا تخافي الله؟ ألا تخافي دعاء مظلوم كسهم من سهام الليل؟
ومن حبي لكِ بت اعتذر بصدق ان أوجع قلبي سكينك وأن وسخت قذارة دمائي يديكِ.
No comments:
Post a Comment