Pages

Wednesday, December 13, 2017

في لحظة واحدة

وفي لحظة.. او اقل من لحظة, كل هذا يمكن ان يؤخذ منك.. كيف؟ لم؟ اين؟ ولماذا...؟
ولكنه سيذهب, سيختفي, سينتهي, سوف يتم تعذيبك وقتلك, حرقك و شنقك.
ستقتلك الاسئلة الى ان تجف حنجرتك ولن تجد نفساً جديداً لتأخذه او هواء كافي لتتنفسه, ستتكسر اجنحتك ولن تجد نفسك قادرا على الطيران من البقعة التي حللت بها او الحفرة التي وقعت بها.
لن تجد صوتاً لتنادي به, ولن تجد صدى ليحمل كلماتك, ولن تجد قطرة دم قادرة على الجريان في شرايينك, ولا دمعة كسيرة تدفئ وجنتك.
سيدميك حتى تستنفذ كل قوتك, سيشعرك بالبرد في اكثر اللحظات حراً, سيؤرقك حتى تطلب منك جفونك الراحة, سيتعبك ويكسر ظهرك, سيأخذ منك كل طاقتك, سيضعفك و يهزأ بك ويسحب كل نفس باقي لك.
في لحظات تغيب كل المنطقية والحكمة و الاتزان و الشجاعة وتموت فيك الرغبة وتذهب اللهفة و الشوق و الحنين و تختفي من امامك كل الاشياء الجميلة التي كانت تمدك بالطاقة سابقاً, تهمد الحياة وتتوقف الازمنة و تطفيء الانوار و تغلق الستارة وتنظر حولك لتجد نفسك في نفس المسرحية وحدك منذ البداية وما كل ما جاءك الا تخيلات ايقظتها رغبة كامنة, وشهوة غير منقضية, وزهرة اغوتك برحيقها, و احلام قادتها اليك انغام طيور الفجر فغفوت ثواني لتحلم حلم جميل ثم استفقت مجددا لنفس ما كنت فيه منذ البداية..

Monday, December 11, 2017

طفل بملامح رجل

تجعلين مني صديقا عندما تريدين وتجعلين مني حبيبا عندما تريدين ان تلامسي ما تبقى مني، تبحثين في جسدي عن اماكن لم تحتلها امرأة من قبل...
الى اين تأخذينني!
أيعقل أنك تجعلينني ابحث حتى اتعب ومن ثم تظهرين بعد ان اكون قد استسلمت لقدري...
أيعقل أنك تريدينني ضعيفا لا أستطيع ان احارب او اعترض!!
أهذا يعني أنك تبحثين عن الطفل الذي في داخلي والذي وصفتيه بين اسطرك وكلماتك وانت تدركين تماماً انه مدفون في أعماق كهفي الرمادي وان الرجل الذي في ليس سوى قناعاً البسه لأخفي ذلك الطفل...
احقاً تريدني طفلا؟!!!
لماذا تريدين ان تجردينني من حقوقي كرجل جبار؟
الا تخافي ان يكون ذلك الطفل من سيمتلكك!
ام أنك ممن يعتقدون ان الطفل نحن نصنعه ولا يمكن ان يصنعنا؟ ...
انت التي ستسرق مني كبريائي وتحطم مبادئي
انت التي جعلت نفسك محور حياتي وكنت انت تبحثين لنفسك عن محور
كم اتوق لتكوني طفلتي وامرأتي في آنٍ واحد.
كم اتوق لتكوني قناعي ودرعي ومرآتي في آنٍ واحد.
تختفين وتعودين وتتركين كهفي بعد زوبعة مدمرة وأشلاء مبعثرة لتعودي في يوم آخر وتسألي بكل براءة: من بعثر كهفك؟
ابحث في داخلي عن إجابة لسؤال يحيرني...
اهو عشقٌ للورق الذي اصنعه ام توقٌ لامرأة لم القاها!!
ربما يكون عشقاً عشته في زمنٍ بعيد ولدتُ فيه رجلا آخر...
اكنتُ الرجل القوي التي يرغب بالسيطرة على كل من حوله!!
ام كنت الرجل الذي يبحث عن امرأة يحتويها....
ام ُتراني انا هو ذلك الرجل بملامح طفل...

Sunday, December 3, 2017

ما الذي جاء بك

لست أدري ما الذي جاء بك إلى هذا المكان؟
الى كهف مظلم عفن تقطف فيه الورود وتمضغ، وتدوس فيه الأصابع الغجرية على براءة الفل، وتسحق الأقدام الثقيلة ذكريات الربيع.. 
بعد ان رايتك في مدخل كهفي الرمادي، بت أعرف أنك وردة مقطوفة.
زهرة فلٍ فقدت براءتها.. ذكرى ربيع سحقته الأقدام الثقيلة.
ألمح في عينيك قرونا من الحزن الأسود العميق تشبه الألوان التي تحاصر عينيك لتخفي شماتة الغضون.
وألمح في شفتيكِ لوعة لا تستطيع أن تعبر عن نفسها لأنها نسيت منذ سنين كيف بدأت.
وعلى يديك آثار من الأظفار التي تتغذى بقطرات الدم الصغيرة.
ومع ذلك فأنت تنظرين إليّ وكأنني أحمل معي بشرى الخلاص.
لا! أيتها الفلة التي فقدت براءتها.
إن بضاعتي كلمات اجترها وتجترني حتى شاخت وهرمت من التكرار وأصيبت بالحزن.
اقنعة باهتة ودروع فيها من الشقوق والاثلام ما يحكي قصص سنوات من الحروب الخاسرة...
وكيف لكلمات كهذه أن تبشر بالخلاص؟
أما أنتِ فقد أصبحت فجأة دون أن تدركي أسيرة هذا الكهف وجاريته وسيدته وسجينته وملكته وصاحبته ومعبودته ومسجونته...
أدمنتِ الأيدي التي تقطف، والأصابع التي تدوس، والأقدام التي تسحق.
أدمنتِ حتى لم يعد بإمكانك أن تتعاملي مع إنسان لا يقطف ولا يدوس ولا يسحق.
أصبحت كما العجوز المتصابي الذي لبس اللون الأحمر ليخفي شيبه وتجاعيد وجهه.
أدمنك قبل أن يرتشفك وعاش في خيال وحدته يبتدع لحظات لن تأتي.
خوفي ان يتعلق الزمن تبقين في الكهف. تبقين لتعاشري الكاهن العجوز بكل اقنعته ودروعه وحزنه وبؤسه وتقلباته وامزجته واطيافه والوانه. تبقين عنده تغنين وتضحكين وترقصين. ويرمي لك كهفه فتات الخبز والقليل من الفضة الصدئة.
تبقين حتى يكتشف الكهف أنه لم يعد فيك ما يصلح للقطف أو المضغ أو السحق.
وعندها تنتقلين من قبضته إلى قبضة الكهولة الجليدية بلا كلمة وداع.
فما الذي جاء بك إلى هذا المكان؟!