Pages

Saturday, December 2, 2017

كانت لي يوما

كان الحزن فد بدأ يأخذ طريقه إلى العدم، والحب وقذاراته قد دفنوا تحت التراب وأصبح ماكان كذكريات مؤلمة بين الحين والحين. أخذت الدنيا تسير كما يجب أن يكون وكانت الأحداث والوقائع تبشر بكل ماهو قادم.
لم يكن النسيان يوما جزءا من القدر ولم أكن بمن ينسى. فنحن ندفن من نحب ونواريهم التراب بأيدينا وتبقى الذكريات مدفونة في صدورنا ولم يكن النسيان من طباع البشر بل كانت السلوى من يعطي الإنسان القدرة على المضي قدما.
لست أدري كيف أبدأ، فما يحصل الآن هو ضرب من الجنون، بل إن الجنون لايعبر عما يحدث، فقد بدأ الأمر كإنهاء لغبار معلق في الهواء أو كمن أراد أن يتحدى القدر ويثبت جبروت ذاته، وهنا كانت الكارثة.
فإذا بي كم فتح الباب الموارب ليحكم إغلاقه فاندفعت الريح العاصفة لتكسر هذا الباب كي لا يغلق أبدا وإذا بالنار تندلع من تحت الرماد الكامن لتعيد كل ما كان في غمضة عين. وإذا بكل بصمات السنين تمحى كغبار مع أول نفخة ريح.
أتيت من اللا مكان واللا زمان، عارية عليك بعض ما يسترك، مبللة من عواصف كادت ان تقتل كل إحساس في داخلك. مسكينة، عذراء، بريئة... قوية، ضعيفة، مبتسمة بكل حزن يجتمع في داخلك.
جوهرة مثقلة ببصمات السنين واصابع من حملوها وبريق ساطع يعمي من ينظر عن الم داخلها. ضاحكة باكية وحزينة سعيدة كمهرج رسم ابتسامة حمراء عريضة على شفاه لم تزورها البسمة الحقيقية منذ عصور.
تائهة بين تسابيح القديسين وشهوات الشياطين. شفافة بروح تحلق مع الملائكة وحزن يسبح في أطيان البشر.
أخرجت المارد الجبار والساحر الأكبر من قمقمه ودفعت بكل سواده الداخلي الى السطح وأصبح يجثم هذا المارد على صدري قوي كما كان لم يضعفه ما حصل وما يحصل الآن وضاقت الدنيا بما رحبت وأصبح التفكير كمن ينفخ في فم ميت يريد أن يحييه.
هل كتب الشقاء على من ظن بأن الدنيا بدأت تبتسم له أم أن الفرح يأتي كالقطر والألم يأتي كالسيول الجارفة فأنا كم دفن الجثة بيديه دون أن يقتلها وجاء بعد عصور ليتأكد من موتها فيجدها حية كيوم دفنها .....
لست أظن بأنني قادر على التبرير او التفكير. او استخلاص منطق لتصرف صبياني أشعل القلب بفرح قديم. فكل ما في هذه الدنيا من ضياع قد تمثل في هذه الأيام القليلة الماضية.
كسرت الأقنعة وهدمت القلاع واذبت الحواجز وحملت المارد الجبار على خلع دروعه مجتمعة ليقبع كمسافر اتعبه الترحال واثقله حمل المسير.
......يدق الباب لغيري.... لانتفض بلا قلب وانام بلا احلام.... واستيقظ في خريف كئيب لا يعرف السعادة... وتبقى احلامي مشوشة لأتعرف ولادة ولا مهدا ولانهاية ولا موتا ولا بعثا. وأبقى ادور في فلك "ربما" واتوه في ارض "لماذا" حتى ترهقني اسفاري واندم على بعض من ثوراتي وبقايا من كلمات لم تقال. فاصبح كمن دفن آماله تحت التراب وهو يظنها ميتة وتركها تحت رماد ساخن حتى هبت ريح فأزاحت بعض من اقنعة وكشفت عن احلام ضائعة فأكون كمن بلع سكينا مثلمة بجميع أطرافها.
، فأنا بالع للسكين المثلمة بجميع أطرافها، وما يؤلمني أكثر أنني كنت ولاأزال كجبار باق تحت قناع من آلاف فإن كشف القناع وسقط الدرع ظهر تحته ضعف البشر.
وتبقين مهما كان ومهما قررنا او قررت انت او قررت انا، جمالا يأسر ألباب الجبابرة وقلبا يحتضن المردة ويروضهم وحنانا يغمر كل آلام الأطفال وروحا تحلق في فلك بعيد عن قذارة الدنيا. لا تزالي في عيني تائهة في عوالم لا ترضيك ويوما ستشرق شمسا تنبع من داخلك وتنعش قلبك الذي عانى عقودا طويلة.
ويدور الفلك حولي وتغمض العين ويعود الحلم كصبية فتحت ذراعاها للدنيا في صباح خريف كئيب وهي تقول لي..... ربما
وأبقى اراقب تحليقك من بعيد وأقول لمن حولي يومها..... هذه كانت لي يوما...

No comments:

Post a Comment