وفي لحظة.. او اقل من لحظة, كل هذا يمكن ان يؤخذ منك.. كيف؟ لم؟
اين؟ ولماذا...؟
ولكنه سيذهب, سيختفي, سينتهي, سوف يتم تعذيبك وقتلك, حرقك و شنقك.
ستقتلك الاسئلة الى ان تجف حنجرتك ولن تجد نفساً جديداً لتأخذه او
هواء كافي لتتنفسه, ستتكسر اجنحتك ولن تجد نفسك قادرا على الطيران من البقعة التي
حللت بها او الحفرة التي وقعت بها.
لن تجد صوتاً لتنادي به, ولن تجد صدى ليحمل كلماتك, ولن تجد قطرة
دم قادرة على الجريان في شرايينك, ولا دمعة كسيرة تدفئ وجنتك.
سيدميك حتى تستنفذ كل قوتك, سيشعرك بالبرد في اكثر اللحظات حراً,
سيؤرقك حتى تطلب منك جفونك الراحة, سيتعبك ويكسر ظهرك, سيأخذ منك كل طاقتك, سيضعفك
و يهزأ بك ويسحب كل نفس باقي لك.
في لحظات تغيب كل المنطقية والحكمة و الاتزان و الشجاعة وتموت فيك
الرغبة وتذهب اللهفة و الشوق و الحنين و تختفي من امامك كل الاشياء الجميلة التي
كانت تمدك بالطاقة سابقاً, تهمد الحياة وتتوقف الازمنة و تطفيء الانوار و تغلق
الستارة وتنظر حولك لتجد نفسك في نفس المسرحية وحدك منذ البداية وما كل ما جاءك
الا تخيلات ايقظتها رغبة كامنة, وشهوة غير منقضية, وزهرة اغوتك برحيقها, و احلام قادتها
اليك انغام طيور الفجر فغفوت ثواني لتحلم حلم جميل ثم استفقت مجددا لنفس ما كنت
فيه منذ البداية..
No comments:
Post a Comment