Pages

Friday, November 2, 2018

الى متى

حبيبتي النائمة، صديقتي الغافية على وسادتها، معشوقتي الغائبة. اقرأي كلماتي بتمعن وبقلبك قبل عينيك وفكري في معانيها واسرحي في دروبها. فكلماتي هذه نسجت من اوجاع قلبي وسعادته ومعاناته لتحكي بعضا مما وددت ان أقول ولم تسمعيني. فلتقرأي حتى النهاية حتى لو طالت كتاباتي. فللمرة الاولى في حياتي يخونني قلمي ويجف حلقي ويتلعثم لساني. قضيت يومي اكتب لك اجمع افكاري وأفرغ مافي قلبي هنا لربما تفهمين شيئا مما أقول.

حب وبعد عنك وتعري وتكسير وتفكيك وتنكيل وتدمير وأشواق ووقفت حضرتي في النهاية على عتبات قلبك اشحذ كلمات الرضى منك. واعود مرة اخرى أقف على نفس العتبات واشحذ كلمة شوق أو حنان كانت من قبل نهرا جاريا في جنات نعيمك، ليكون جوابك ان حديثنا ولقائنا اكثر من كافي.

أتراجع كسيرا أجر بقايا من عزة نفسي وكرامتي واحترامي لنفسي وقدري وأعاهد نفسي مرة بعد الألف أن أتراجع قليلا وألغي تفاهة شوقي وحبي من أحاديثي وأعطيك ذلك الوقت الذي تطلبين والمساحة التي تسألين دون ان تعلمي ماذا تريدين

ابحث بين ركامي وشتاتي عن كسرات قناع خلعته أمامك قبل أسابيع عند قدميك عندما طلبت ذلك. وأتلفت حولي لأجدك تلبسين نفس ذلك القناع الذي أقنعتني بخلعه ذات يوم...  أعود احاول ستر مابقي من ماء وجهي واعاهد نفسي مرة اخرى ولكن الى متى.

استيقظت في غيابك على ألم يعتصر قلبي كطفل فطم عن ثدي أمه قبل الأوان وتلفت حولي ابحث عنك في عتمة ما ارى وناديت اسمك ليرتد صوتي بصدى فارغ لا يرحم. منذ نعومة أظفاري ياغاليتي لم أكن ممن يشتاق فوق العادة لأي احد مهما كان حتى فلذات كبدي واتى اليوم الذي تغيرت فيه القوانين التي أعيش بها لأفتقدك بشوق يكسر القلب وأرسل لك كلمة "اشتقت لك" لأقرأ ردّك "لاشئ"... وتقتلني تلك الخطوط الزرقاء لتقول انك قرأتي ماكتبت ولَم تردي بحرف وكأن الامر لايعنيكي.

أحتاجك ، اشعر بضيق يخنق روحي، أهمس في داخلي بعمق أشتياقي لك بصوت خفيض، خشية أن يعلو صوت لهفتي، فيجرحني صدودك ويقتلني صمتك.

كما قلت لك يوما "احبيني بلا عقد أحبيني بطهري أو بأخطائي.. أنا رجلا بلا قدرا .. فكوني أنتي لي قدري"

اراك فيما يرى النائم ويزورني طيفك دون النوم وابحث عنك في وجوه من حولي وأَلْعَن قدري الذي كسر شوكتي وجعلني انتظر شفقة أنثى وانا كنت اله كل أنثى  ... اعود فأسألك وتردي بكلمة تكسر الخاطر وتفتت القلب "لا اعلم ما أريد"..

حبيبتي، صدقيني عندما أقول تعبت من السفر ومن حزم حقائبي وكسر كاهلي ثقل دروعي واقنعتي واتيت انت يوما وغيرتِ ماضي حياتي وحاضري ومستقبلي .

لست اريد ان اطيل واردد ماقلت وكتبت كثيرا كثيرا. فالخلاصة ياسيدتي في كلمات..

مايدور بيننا اليوم هو شئ مميز على الأقل من وجهة نظري وانا متاكد ان له الفرصة ليضع بصمات اكثر من رائعة في دروب المستقبل ويزهر كربيع نيسان في بلادنا. ويستحق مني ومنك بعض التضحيات والتنازلات والتغيير والرعاية المخلصة. فزهور نيسان لم تكن تزهر لولا امطار كانون وبرده.

لست اريد ان أفقدك ولا ان تفككنا الدنيا ولست اريد ان نخرب ما نملك بين تذبذبك وتجاهلك واستهتارك وباندفاعي واخطائي وحماقتي ورعونتي ومشاعري الجياشة التي ارى وضوحا في عينيك انها لم تعد تعني لك كثيرا ولكن لاتكوني طرفا في كسر ماجبرت يوما ولا تدوسي بقدميك وانت غافلة على ياسمين زرعتيه بيديك فما يموت لا يحيا ومايكسر لايجبر وان حاولنا. فبرودك وجفاف شفتيك وقبلاتك المصطنعة وردودك الجارحة وعواطفك وحنانك المفقودين وتذبذبك وهجرك وجبروتك وقسوتك ونظراتك وصدودك يضعون سكاكينا في قلبي وجسدي كل يوم.

هل ابتعد قليلا واعود بضعة أشهر الى الوراء؟ هل ابتعد ونعود معا الى بدايتنا؟ هل اعود واقفل بوابات فتحت ونحصر علاقتنا على صداقة وجنس لا يماثله شئ في هذا الكون وادفن مشاعرا فياضة بدأت منذ الأيام الاولى؟ احرقها، ادفنها، أرجعها في قمقم قذر قديم واختمها بشمع احمر كي لاتخرج منه أبدا؟ اسأل وأتسائل واعلم جوابك مسبقا "لا ادري"  ولكن هذا الجواب لايكفينا. صالات الانتظار في المطارات لم تخلق لكي نعيش فيها.

صديقتي الحقيقية ومأمن سري ومبكى دموعي ، لم يكن في جعبتي بعد عمري وتجاربي وانعزالي عن قلبي وجبروتي وقسوتي عندما قابلتك الا سهم واحد ولَم يكن في مضماري الا فرس واحد وأقنعتني انت وأقنعت نفسي بإطلاق سهمي والمراهنة على فرسي فإن كسرتي سهمي ونحرتي فرسي على مذبح عنادك ومكابرتك وكلمة "لا ادري" سأكون قد خسرت اعظم رهان في تاريخي وسأعود الى بدايتي لاقول " لاخير في هذا الزمان ..." وسأقف مرة اخرى واتابع مابقي من سنوات عمري ليس لأنني اريد ولكن... لايهم ...

انا موجود اليوم وغدا وكل يوم وبعد كل يوم والى ان اموت ولن أتخلى عنك كصديقه لم ولن يرقى احد لأن يشابهها ولكن إن أردتي بقائي. وقد قلت لك يوما ولَم تسمعي انني مستعد ان اراهن عليكي بكل شي ولكن ارجوك تذكري حبيبتي ان أنفاسي معدودة وقسوتك تقطع من قلبي قطعة بعد قطعة وأحيانا تكسر من كرامتي كسرة بعد كسرة دون قصد منك وتترك في غروري جروحا نازفة.

اخاف انك عندما تقررين اغماد سيفك اخيراً لن تجدي قلبا تطعنيه..... لأنني سأكون قد اقتلعته من جذوره او ستكوني قد قتلته بسيفك الدامي. فهل هذا ماتريدين؟

لاتقرأي ماسبق ككل شعري ونثري وغزلي فهو ليس كذلك. هو كلام غير منمق من قلبي الى قلبك. لست ملزمة بي ولست مسؤولة عن عواطفي وجنوني وهبلي ومراهقتي ومشاكلي وتحدياتي ولكنك طلبت وفعلتي وحكمتي ونفذتي ونلتي ما أردت وابتسمتي وانتصرتي ومازلت احاول ان نتشارك فيما نريد ونستمتع بما نملك ولا تقولي انك تكرهين ان اذكرك بما قلتي ولكن من لم يقرأ الماضي لن يبني المستقبل وانا ارى انه مستقبل مميز كيفما كان ولن يجده احد منا ببساطة ... فهل نحافظ عليه ونخوضه سويا؟

فحزني وخوفي ياسيدتي ان اكتب لك فلا يصلك حرفي وان اصرخ فلا يصلك صوتي وان الفظ اخر أنفاسي وأموت يوما وتعرفين الخبر كالغرباء.

قال ابو فراس يوما:

فليتك تحلو والحياة مريرة = وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر= وبيني وبين العالمين خراب
اذا صح منك الود فالكل هين=وكل الذي فوق التراب تراب

فكري مليا في هذه الأبيات فلن أفسر اكثر من ذلك... وفهمك كفاية.

طائرتي اوشكت .... أراك على خير ...

No comments:

Post a Comment