ما اقسى صمتك ياحنجرتي عندما اعتقلتكِ من احببت وحرمت عليكِ حتى كلماتكِ الى نفسك. كنت انتظر ان تشرق الشمس مرة اخيرة قبل ذلك اليوم وأشعل سيجاري وألتقط نفسا اخيرا من فوضى ضباب وعتمة كهفي..
قد كان فاتنا وجه قهوتك في اول لقاء... جمع بين روعة عينيك وشغف نظراتك وظلام آلامك.. امتزج طعمها بنرجسيتك المتفردة والتي دخلت عنوة في كهفي ليبدأ قصة الحسناء والوحش مع انعكاس الأدوار على مرآة الخيال. ضحك القدر لابعد حدود السخرية والحب السرمدي المحكوم بالإعدام وهو ينتظر قسيسه كي يقرأ له اخر الصلوات.
كيف استطاع سيلكِ ان يجرفني في بحر من كلماتي وأوراقي وقد كنت في أيامي سيد التجديف وبعد كل هذا ما زال يؤرقني غرقي في بحر عيونك....
في لحظات كرهت أيامي وكرهت كل ماهو محدد الهوية . هربت من زماني ومكاني ولازلت جبانا يختبئ خوفا من عقارب الساعة لانها في سباق مع ايّام عمري وانا لم يبدأ عمري الا عند رأيت عينيكِ وقبلت شفتيكِ ....
هل ستقتلينني يوما لأعود واصنع من كسرات اقنعتي سفينة نوح اخرى قبل ان يغمر طوفان الخيبات قلبي؟ لا أدري.
أعود فأدور في وحدة افكاري المتدافعة كشلال مجنون يَصْب في نهر الأمازون ليدخل غصبا في جحر مظلم. وتتزاحم الكلمات والصرخات في حنجرتي بغضب ينادي اسمك المحبب الى قلبي لأكتشف مرة اخرى بعد ان أتلفت حولي انك ابعد من البعد نفسه. اعود فابحث عنك في الزوايا والوجوه وفِي عتمة حياتي وأقول ليتك تبقين ذلك الخيال الممتع في ذاكرتي.
وتعود تلك البحة في أشعاري وفي ذلك الكهف المهجور واتسائل كيف تتمايل سنبلة في تلك الظلمة وكيف ادخلت بيديك النور من شقوق الصخر.
في رحلة كلماتي لم يكن هناك يوما مقدمات ونهايات. بل كانت دوما كلمات متفرقة مبتورة تبحث عن جمل تتحد فيها . فكانت رسوماتي دوما مسخا مشوها يعصى على الفهم. حتى اتيت انت.... ابتدأت الحياة من جديد حيث كل التواريخ هي تاريخك والولادة انت والحياة انت. حيث لم يعد هناك تواريخ صلاحية ولا زمن. أضأت بيديك المصابيح الميتة وغيرت الرمادي الى اجمل قوس قزح وانبتِ الزهور من رماد الحرائق.
ولأن كل لحظة صفاء معك هي لحظة مميزة بكل المقاييس لم تتكرر ولن تعود ومكر حياتي كبير مخيف فأفشل كثيرا في هذه اللحظات في التعبير عما اريد وتجف كلماتي على شفتي وأحاول بلعها مرة اخرى الى ان تبدو علامات التجمد على وجهي في محاولة يائسة بائسة لإيقاف زمني معك.
لطالما حلمت بالحب في شانغريلا. تلك المدينة الفاضلة والتي اعلم يقينا انها ضرب من الخيال الذي لاوجود له. التي فتحت انت بابها على مصراعيه لأقف مشدوها عاجزا مثلما رايتك اول مرة.
وعدت لتثبتي انه رغم شيخوخة قلبي الميت فما زلت بكرا في قاموس الحب. بدائيا لم اذق طقوس العشق الحقيقي حتى رأيت عينيك ونمت بين ذراعيك.
وبرغم تلك الشيخوخة في ذلك القلب فمازال قانون حبي الطفولي لك هو الديمومة الأبدية ولا ازال أقاتل حتى افهم قانون حبك لي. وأكثر مايؤلم هو الأمل الواهم باستمرارية تلك اللحظات وانا أخادع القدر وأراوغ المحتوم وأقنع نفسي انك لي الى الأبد. وأغمض عيني عن واقعي وأغض الطرف عنه.
مشكلتي لم تكن يوما الفقدان او في التعود على الحرمان بل كانت في كان ويامكان وذلك الزمان. حصنت قلبي بكل الأسوار والدروع وأتيت بنظرة لتحفري نقشا أزليا على قلبي وتأججي فيه غليانا لم أعده من قبل. اجيبوني ياعشاق الكون، هل يمكن اخفاء شمس معشوقتي وراء إصبع؟
كنت دوما اشهر قوس في التاريخ، اطلق سهامي في كل اتجاه ونحو من اريد حتى اتيت بجعبتك كلها كاملة لترتد سهام ماضيي وحاضري ومستقبلي وتطعنني في مقتل أيامي اجمل الطعنات....
مررت في طرقات حياتي المتعرجة على كثير من البشر ولم يترك اَي منهم اثر يذكر ... اتيت انت في يوم وليلة لتتركي بصمات حفرت في ثنايا قلبي أخاديد لن يسير فيها غيرك أبدا بعد اليوم.
هزيلة قبلك كانت روحي، يمضغها الفراغ وزمن أيامي حولها يطوف في رحى من الملل الداخلي وبرود جليدي يكسر شوكة كل جبار.
اتيتي لتلغي كل قاعدة وتقلبي كل ميزان وتعكسي دوران الارض وتضيفي لونا جديدا في كل ثانية من كل يوم وتحولي حياتي الى علبة حلوى نادرة كل قطعة فيها تجربة فريدة من نوعها لاتتكرر ولايقاربها ملل.
ويبقى حبك في صدري طعنة توجعني وأعشقها ... انزفها واعيش آلامها لأختلس من زماني لحظات سعادة لن تتكرر.
No comments:
Post a Comment