Pages

Monday, November 19, 2018

صخرة تذرف دمعا

لم يكن في الحسبان يوما ان كتلة من العواطف والحب والحنان والجروح الدامية والخوف من الخالق يمكن ان تتحول يوما الى صخرة صوان صلبة لا تمتلك ذرة من احاسيس. 

منذ اليوم الاول الذي عرفتك فيه، رأيت فيكِ ذلك المخلوق الرقيق المرهف الاحاسيس. رأيت تلك الإنسانية العارمة بالحب والعطف والحنان على جميع من حولك. تتفاني في العطاء وتحرمي نفسك لتعطي غيرك. رايتك كملاك منزل من السماء سخرك الله لمن حولك. 

حتى كلماتك لقريب او غريب كانت تفوح حبا وحنانا ورأفة ولطفا. 

لم اصدق ان هناك مخلوقا مثلك بين كل سواد هذه الدنيا. قاتلتني وحاربتني لتغيري كل معتقد عندي عن الجنس البشري وبالأخص جنس النساء. اشهرا طويلة لم اسمع منك الا حلو الكلام ومعسول القول وروعة التصرفات. 

حتى دقت ساعة الصفر وبحت بمكنونات صدري التافهة الضعيفة المبتذلة من حب وعشق وشوق وضعف وهنا كانت الطامة الكبرى. كنتِ كمن وصل خط النهاية وحققتِ كل انتصاراتك. 

وهنا جفت الينابيع وغابت تلك الشمس وتجمدت كلماتك في حلقت وماتت احرفك على شفتيك. وبت استجدي كلمة واشحذ نظرة من مخلوقة كانت تفيض يوما ما. 

هل قتلت مابقي بشفافيتي الغبية؟ هل صرحت اكثر مما يجب؟ هل احببت ما لا يجب ان يحب؟ هل احرقت تلك الكلمات بحبي؟ 

من كثرة حبي لك بت ألوم نفسي واحمل تصرفاتي نتائج صمتك القاتل اللئيم. 

لم تكتفي بالبخل في كلمة تعطي حياة لمن يموت بل اضفتِ كلمات تسرع من موت من في النزع الأخير. 

هل يعقل انك بت لاتحبي؟ هل يعقل انك لا تشتاقي؟ هل يعقل انك لاتحسي؟ هل يعقل ان كل مابداخلك تحجر وتحول الى صخر اسود؟ هل يصدق ان كل ذلك تبخر في لحظات؟ هل يعقل انه كله موجود ومسجون في قمقم عنادك؟ هل يصدق انه لم يوجد في الأساس؟ هل انت تكابرين؟ أم أنك تخدعين؟ أم أنك كاذبة كنت ولاتزالي مثل كل الكاذبين؟

وبقيتي معسولة الكلام عطوفة التصرفات مع كل من حولك إلا من تفانى في حبك ووضعك في القمة وفضلك على الكثير من أولوياته.

تاهت حكمتي وخانني ذكائي وتخلت عني خبرتي وبت ضائعا احاول ان افهم وأحلل واستقرئ دون نتيجة او خلاصة. 

وأصبحت كلمة حب أو شوق أو حنان أو لهفة منك كمن يعصر دمعة من صخرة صوان سوداء قاسية. 

إلى متى ستستمر قسوتك ورفضك ولؤمك وعنادك قبل أن يعود بركاني إلى موته الأزلي؟ إلى متى قبل ان تعود هذه الحقول صحراء جرداء كما كانت ويخمد وينطفئ نور وجودك في كهفي؟ 

الى متى قبل ان اقرر ان اطعن قلبي بيدي طعنة واحدة قاتلة ابدية تسكت النبض فيه؟ 

هل هذا ماتريدين وتسعين اليه؟؟؟ 


No comments:

Post a Comment